في عالم زراعة الشعر، تعتبر الكثافة العالية من العوامل الأساسية التي تحدد مدى نجاح العملية، فحتى إذا تم تنفيذ الزراعة بخبرة فنية وتقنية ممتازة مع ضبط زاوية واتجاه نمو الشعر بشكل طبيعي، يبقى النجاح غير مكتمل إذا لم تكن هناك كثافة كافية.
ولهذا السبب يعد تحقيق كثافة أعلى هدفًا جوهريًا لكل من يسعى إلى نتائج مرضية في زراعة الشعر، ومن هنا تبرز الحاجة إلى زيادة عدد مصادر بصيلات الشعر التي يمكن استخدامها.
بالإضافة إلى المنطقة التقليدية المعروفة في مؤخرة العنق، ويمكن أيضًا تعزيز عملية الزراعة من خلال الاستفادة من شعر الجسم كمصدر إضافي للبصيلات، وهذه التقنية تعرف باسم “زراعة شعر الجسم” وقد تحدثت عنها أعداد لا تحصى من المواقع من أكبرها وأشهرها موقع ISHRS في هذه المقالة.
كيف يمكن الحصول على نتائج طبيعية من خلال زيادة كثافة الشعر؟
لتحقيق مظهر طبيعي ونتائج مرضية في عمليات زراعة الشعر يجب التركيز على عدة نقاط جوهرية:
- اختيار خط الشعر المناسب: يجب أن يتم تحديد خط الزراعة بعناية من قبل الطبيب ليتوافق مع بنية الوجه.
- استخدام الطعوم المفردة والمتعددة بشكل دقيق: تبدأ عملية الزراعة باستخدام الطعوم المفردة عند خط الشعر الأمامي، بعدها يتم استخدام الطعوم المتعددة في الأجزاء الوسطى لزيادة الكثافة.
- تحديد الزاوية والاتجاه المناسبين للزراعة: لتحقيق نمو طبيعي يجب أن تكون زاوية الزراعة بين 40-45 درجة مع توجيه البصيلات بشكل يتوافق مع نمط نمو الشعر الطبيعي في المنطقة المستهدفة.
من هم الأشخاص الذين يمكنهم الاستفادة من زراعة شعر الجسم؟
تعتبر زراعة الشعر باستخدام بصيلات الجسم مناسبة بشكل خاص للأشخاص الذين يعانون من تساقط الشعر بكثافة، وهؤلاء الأشخاص غالبًا ما يجدون أن بصيلات الشعر المتاحة في منطقة مؤخرة العنق غير كافية لتحقيق الكثافة المطلوبة، لذا يجب أن يتم جمع وزرع كل بصيلة بدقة وعناية كبيرة لضمان تحقيق أفضل النتائج.
منطقة المتبرع الأساسية في زراعة الشعر: مؤخرة العنق
تُعتبر منطقة مؤخرة العنق المصدر التقليدي والرئيسي في عمليات زراعة الشعر وتُعرف باسم “المنطقة المانحة الأساسية”، والسبب في تفضيل هذه المنطقة هو تشابه خصائص الشعر فيها مع الشعر الموجود في مقدمة الرأس، مما يجعلها مثالية لعملية الزراعة.
لماذا تُعد منطقة مؤخرة العنق مثالية كمصدر للشعر؟
لتوضيح أهمية هذه المنطقة بشكل أفضل يمكن القول إنها تقع بين الأذنين وتتميز بعدة خصائص تجعلها مثيرة للاهتمام:
- برمجة جينية لمقاومة التسا
الشعر في منطقة مؤخرة العنق مبرمج وراثيًا لمقاومة التساقط، حيث يتأثر بشكل أقل بالهرمونات التي تؤدي إلى تساقط الشعر.
- نمط نمو طبيعي
يتمتع الشعر في هذه المنطقة بنمط نمو مشابه للشعر العادي.
- قدرة على الحفاظ على المظهر الطبيعي
رغم تعرض الشعر في هذه المنطقة للعوامل الخارجية كما هو الحال مع باقي فروة الرأس، إلا أنه يميل للحفاظ على مظهره الطبيعي.
- تنوع في بصيلات الشعر
تحتوي هذه المنطقة على بصيلات متعددة تتراوح بين شعرة إلى أربع شعرات في الجذر الواحد، مما يساهم في توفير كثافة طبيعية للشعر المزروع.
كل هذه الخصائص تؤكد أن الشعر المستخرج من منطقة مؤخرة العنق يعد خيارًا مثاليًا في زراعة الشعر.
استخدام شعر الجسم كمصدر إضافي في زراعة الشعر
إلى جانب منطقة مؤخرة العنق يمكن أيضًا الاستعانة بمناطق أخرى من الجسم كمصادر إضافية لبصيلات الشعر، وهذه المناطق تشمل:
- اللحي: تُعتبر من أقرب الأماكن لبصيلات شعر الرأس من حيث الخصائص.
- الصد: منطقة ثانية تستخدم في الزراعة.
- مناطق أخرى من الجسم: مثل الظهر والساق التي يمكن استخدامها أيضًا وفقًا للحاجة.
جمع بصيلات الشعر من منطقة اللحية
الدكتور “سيركان أيجين” أحد الأسماء البارزة في مجال زراعة الشعر، حيث ىيستخدم أيضًا جذور الشعر من منطقة اللحية والتي تعتبر ضمن نطاق شعر الجسم، وفي معظم الحالات إذا كانت منطقة اللحية مناسبة يتم تضمين البصيلات المجمعة من هذه المنطقة في خطة الزراعة بهدف تعزيز الكثافة.
عند جمع بصيلات الشعر من منطقة اللحية يتم التركيز بشكل رئيسي على المنطقة الواقعة أسفل الذقن، السبب في ذلك هو أن هذه المنطقة غير مرئية مما يتيح الحصول على البصيلات دون التأثير على مظهر الوجه.
في حين أن جمع البصيلات من الخدين قد يكون غير ملحوظ بدرجة كبيرة إلا أن الاحتمال القليل لعدم تحقيق تجانس في المظهر يجعل الأطباء يفضلون منطقة الذقن للحصول على الشعر.
خصائص بصيلات الشعر من منطقة اللحية
تتميز بصيلات الشعر من منطقة اللحية بأنها الأكثر تشابهًا مع بصيلات شعر الرأس، لكن هناك بعض الاختلافات التي يجب ملاحظتها:
- معدل النمو
بصيلات الشعر المستخرجة من اللحية تنمو بمعدل أبطأ قليلاً مقارنة بالشعر الموجود في مؤخرة العنق. حيث يتراوح عمر الشعر في منطقة اللحية بين 4-5 سنوات، ومن المتوقع أن ينمو بمعدل 1-1.5 سم شهريًا.
- السمك والبنية
تتميز بصيلات اللحية بسمك أكبر من الشعر العادي، إذ يبلغ متوسط قطرها ما بين 0.08 إلى 0.1 ملم مقارنة بقطر الشعر العادي الذي يتراوح بين 0.04 إلى 0.06 ملم، ويمكنك مراجعة هذه المقالة للحصول على تحليل مفصل عن الموضوع.
التكوين الفردي للبصيلات
غالبًا ما تكون بصيلات اللحية مفردة على عكس بصيلات مؤخرة الرأس التي تحتوي أحيانًا على شعرتين أو أكثر في الجذر الواحد.
بصيلات الشعر من منطقة الصدر
بصيلات الشعر المأخوذة من منطقة الصدر تتميز بأنها غالباً مفردة مثل بصيلات اللحية، ورغم ذلك تنمو هذه البصيلات بمعدل أقل من بصيلات اللحية، حيث ويتوقع أن يكون نموها محدودًا بحدود 5-6 سم بالإضافة إلى ذلك فإن بصيلات الشعر من منطقة الصدر تكون عادةً أكثر تجعدًا وأقل سماكة من الشعر في المناطق الأخرى، مما يجعلها مناسبة للاستخدام في حالات معينة.
بصيلات الشعر من أجزاء أخرى من الجسم (الظهر، الساق، إلخ)
تتمتع بصيلات الشعر المستخرجة من مناطق أخرى من الجسم مثل الظهر والساق، وهي بنفس الخصائص الموجودة في بصيلات الشعر المستخرجة من منطقة الصدر، وعادةً ما تُستخدم هذه البصيلات لتوفير جذور ضيقة تساهم في تكثيف المناطق الوسطى من فروة الرأس، وذلك بدلاً من استخدامها على الحدود الخارجية.
تخطيط استخدام شعر الجسم في زراعة الشعر
عند التخطيط لعملية زراعة الشعر يبدأ الأطباء بمحاولة جمع أكبر عدد ممكن من بصيلات الشعر من منطقة مؤخرة العنق، دون التسبب في أي ضرر لهذه المنطقة الأساسية بعدها يتم جمع بصيلات الشعر من منطقة اللحية، وذلك بناءً على خبرة الدكتور “سيركان أيجين” أحد الأطباء البارزين في هذا المجال الذي يفضل استخدام بصيلات اللحية قبل التفكير في جمع بصيلات من منطقة الصدر، نظرًا لقدرتها على توفير كمية أكبر من البصيلات.
العناية بفترة ما بعد جمع بصيلات الشعر من الجسم
بعد جمع بصيلات الشعر من مناطق الجسم المختلفة يستغرق الأمر عادة ما بين أسبوع إلى 10 أيام حتى تزول القشور الصغيرة الناتجة عن عملية الجمع، ويحتاج الأمر لبضعة أشهر للوصول إلى مظهر متجانس تمامًا للشعر المزروع، وإذا كانت هناك حاجة لإجراء عملية ثانية حيث يمكن القيام بإعادة التجميع بعد 6 أشهر حيث تكون المناطق قد استعادت حالتها الطبيعية بالكامل.
تبدأ بصيلات الشعر المزروعة في التكيف مع خصائص الشعر في المنطقة المزروعة بعد مرور عامين، على سبيل المثال إذا تم زراعة بصيلات شعر من مؤخرة الرأس في منطقة الحاجب فقد يظهر نمو أطول على مر الوقت، لكن من غير المتوقع أن تعود بصيلات الشعر إلى نفس خصائصها الأصلية تمامًا.
خلاصة الموضوع
تُستخدم زراعة الشعر باستخدام بصيلات مأخوذة من الجسم عندما تكون البصيلات المتاحة في مؤخرة الرأس غير كافية لتحقيق الكثافة المطلوبة، الهدف من ذلك هو تعزيز نجاح زراعة الشعر، وتُجمع بصيلات الشعر من مناطق مختلفة من الجسم مثل اللحية والصدر، وتستخدم وفقًا لتخطيط دقيق لضمان أفضل النتائج.
وعند جمع بصيلات الشعر من منطقة مؤخرة العنق، يمكن استخدامها في المناطق الحساسة لتحقيق مظهر طبيعي مثل خط المقدمة، بينما تُستخدم بصيلات الشعر من أجزاء أخرى من الجسم كمصادر داعمة لزيادة الكثافة، مما يضمن نتائج زراعة شعر مرضية ومتجانسة.