في ظل زيادة الوعي الصحي في العصر الحديث، أصبح من المهم معرفة المنتجات التي نستخدمها للعناية بالشعر وفروة الرأس، فكم تعرف حقًا عن مكونات الشامبو ومنتجات العناية بالشعر التي تختارها؟.
ماهي الآثار الجانبية لاستخدام منتجات العناية بالشعر على صحة الشعر؟
كما أورد موقع Researchgate المتخصص في مجال الصحة فانه يمكننا تلخيص أهم الآثار الجانبية لمنتجات العناية بالشعر على صحة الشعر في مايلي:
- جفاف الشعر بشكل كبير.
- زيادة احتمالية تهيج فروة الرأس.
- تهيج العين.
- التخلص من أي زيوت مفيدة للشعر.
- مظهر غير صحي للشعر.
غالبًا ما نتجاهل مكونات هذه المنتجات ونركز فقط على العوامل الجاذبة مثل العطر، اللون، العلامة التجارية، والتغليف، ولكن خلف هذه الواجهة الجذابة تختبئ مواد كيميائية قد تكون ضارة، حيث تحتوي الشامبوهات والبلسم على مركبات قد تؤذي الشعر أكثر مما تفيده، فما هي تلك المواد الضارة؟ وكيف تؤثر على صحتنا وبيئتنا؟
الآثار السلبية لمنتجات العناية بالشعر
معظم منتجات العناية بالشعر محملة بمواد كيميائية تهدف إلى تقديم نتائج فورية مثل تنظيف الشعر وجعله يبدو لامعًا وناعمًا، لكن هذه الفوائد القصيرة الأمد قد تخفي خلفها تأثيرات سلبية طويلة الأمد مثل تساقط الشعر، تهيج الجلد، اضطراب الهرمونات وأحيانًا حتى زيادة خطر الإصابة بالسرطان؛ لذا لقد قمنا بإدراج المكونات الخطرة في الشامبو الخاص بك والتي قد يكون لها آثار صحية سلبية طويلة المدى.
1. البارابين(Paraben)
يعد البارابين مادة حافظة شائعة في الشامبوهات ومنتجات العناية بالبشرة والمكياج، حيث يستخدم لتمديد صلاحية هذه المنتجات، لكن الدراسات أظهرت أن البارابين قد يزيد من مستوى هرمون الإستروجين في الجسم، وهو ما يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء، كما أنه قد يسبب تهيج الجلد وأمراض مثل الأكزيما، يمكن العثور على البارابين تحت مسميات متعددة مثل methylparaben, ethylparaben, benzylparaben, أو butylparaben.
رغم أن العديد من الشركات الشهيرة استخدمت البارابين منذ خمسينيات القرن الماضي لمنع نمو البكتيريا في منتجاتها، إلا أن الأبحاث الحديثة التي أُجريت بعد عام 2000 أظهرت مخاطره المحتملة، لذا من الضروري أن تكون أكثر حرصًا عند اختيار منتجات الشعر التي تحتوي على هذه المادة، وتفكر جيدًا في التأثيرات طويلة الأمد لهذه المنتجات على صحتك.
البارابين وتساقط الشعر
يرتبط البارابين بشكل مباشر بتساقط الشعر، حيث يتم امتصاصه بسهولة من خلال الجلد، مما يؤدي إلى تضرر فروة الرأس، من بين المشكلات التي يمكن أن يسببها البارابين للشعر: الجفاف، تهيج فروة الرأس، فقدان اللون الطبيعي للشعر، وحتى تساقط الشعر.
أظهرت دراسة أجريت عام 2016 أن البارابين غالبًا ما يظهر في البول ومجرى الدم لدى الأفراد الذين يستخدمون منتجات تحتوي عليه، مما يعني أن المواد التي نضعها على شعرنا يمكن أن تدخل إلى الجسم عبر المسام، لهذا السبب ينصح بتجنب المنتجات التي تحتوي على البارابين إذا كنت تسعى للحفاظ على صحة شعرك.
تأثير البارابين على شيخوخة البشرة
الميثيل بارابين (MP) أحد الأنواع الشائعة للبارابين في مستحضرات التجميل له تأثير سلبي على الخلايا الكيراتينية، وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الكيراتين في الجلد.
والكيراتين هو البروتين الذي يمنح البشرة قوتها تقليل نشاط هذه الخلايا يؤثر على صحة الجلد ويزيد من شيخوخته المبكرة، لذلك يجب البحث عن منتجات تحمل علامة “خالٍ من البارابين” لضمان خلوها من هذه المواد الضارة.
2. كبريتات الصوديوم (Sodium Lauryl Sulfate – SLS)
تلعب الكبريتات دورًا رئيسيًا في فعالية الشامبو حيث تساعد في تكوين رغوة جيدة عند غسل الشعر، ومع ذلك فإن استخدام هذه المادة الكيميائية يمكن أن يكون مضللًا إذ إنها قد تترك الشعر جافًا وتسرق منه الرطوبة التي يحتاجها، مما يتسبب في تلفه وفقدان نعومته كما يمكن أن تسبب أيضا جفاف فروة الرأس وتهيجها.
أظهرت أبحاث من المعاهد الوطنية للصحة أن كبريتات الصوديوم قد تسبب تهيجًا لفروة الرأس وتساهم في تساقط الشعر، ففي تجربة أجريت في ألمانيا على 1600 مريض، وجد أن 42% منهم أظهروا تفاعلًا مهيجًا مع SLS كما أظهرت دراسة أخرى استمرت لمدة ثلاثة أشهر ونصف على سبعة متطوعين، أن التعرض المستمر لـ SLS تسبب في تهيج الجلد، والذي زال بعد التوقف عن استخدام المنتج.
الأشخاص الذين يعانون من شعر جاف أو مجعد يحتاجون إلى تجنب الكبريتات، حيث تسهم في فقدان الزيوت الطبيعية والرطوبة من الشعر مما يزيد من تجعده وتلفه، لذا، ينصح بتجنب الشامبوهات التي تحتوي على هذه المواد، خاصة للأشخاص الذين يصبغون شعرهم أو يستخدمون أدوات حرارية بانتظام.
3. الفورمالديهايد (Formaldehyde)
الفورمالديهايد الذي يُعرف اليوم كمادة مسرطنة يحمل آثارًا جانبية خطيرة قد تؤثر بشكل كبير على جودة حياة الإنسان من خلال الأمراض التي يسببها، جمعية السرطان الأمريكية حذرت من أن الفورمالديهايد يعتبر مادة مسرطنة معروفة، مما يعني أنه قد يتسبب في الإصابة بالسرطان أو يساهم في نمو الخلايا السرطانية، كما أن المنتجات التي تحتوي على الفورمالديهايد تطلق غازات في الهواء يمكن أن تسبب تأثيرات صحية خطيرة أخرى لدى المستخدمين.
أظهرت الأبحاث أن الآثار الصحية الدائمة لمنتجات الكيراتين على العاملين في صالونات التجميل والمستهلكين ما زالت غير واضحة تمامًا، رغم أن علاج الكيراتين قد يبدو حلاً مثاليًا للشعر المجعد أو المتموج، إلا أن مخاطره الصحية على المدى الطويل قد تكون جسيمة، فبعض اختبارات السلامة كشفت أن هذه العلاجات تحتوي على مستويات غير آمنة من الفورمالديهايد ومواد كيميائية أخرى.
4. الفثالات (Phthalate)
تُستخدم الفثالات بشكل شائع في بخاخات الشعر والعديد من منتجات العناية بالشعر الأخرى، لكنها من بين المواد المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، مما يعني أنها قد تؤدي إلى بلوغ مبكر لدى الفتيات وتقليل عدد الحيوانات المنوية عند الذكور، إضافة إلى ذلك، فإنها تشكل خطرًا كبيرًا على البيئة، لذلك يُنصح المستهلكون بالبحث عن ملصقات “خالية من الفثالات” عند اختيار منتجات العناية بالشعر.
5. البروبيلين جلايكول (Propylène Glycol)
البروبيلين جلايكول هو مكون آخر شائع في منتجات العناية بالشعر عند استخدامه بشكل مفرط، كما يمكن أن يسبب تهيجًا لفروة الرأس ويؤدي إلى مشكلات مثل الحكة والجفاف وظهور القشرة، إضافة إلى ذلك يؤدي إلى جفاف الشعر وفقدانه للمرونة والحيوية مما يجعل الشعر يبدو باهتًا ومفتقرًا للصحة.
6. الكحول الإيزوبروبيلي (Alcool isopropylique)
الكحول الإيزوبروبيلي، بالإضافة إلى مركبات أخرى مثل ثنائي الميثيكون، هو نوع من السيليكون يُستخدم لإضفاء الرطوبة واللمعان على الشعر ويمنع تجعده، لكن تراكم هذا السيليكون على فروة الرأس بمرور الوقت يمكن أن يضر الشعر ويسبب مشكلات مثل القشرة، ورغم أن الشعر قد يبدو لامعًا وجميلًا إلا أن التأثيرات السلبية على فروة الرأس قد تظهر لاحقًا.
7. التريكلوسان (Triclosan)
التريكلوسان هو مكون مثير للجدل يستخدم كمضاد قوي للفطريات والبكتيريا في العديد من مستحضرات التجميل والمنظفات رغم خصائصه المضادة للبكتيريا، حيث يعتبره العلماء مادة خطيرة ويُحذرون من استخدامه في منتجات العناية بالشعر، حيث إنه قد يتسبب في مشكلات خطيرة مثل السرطان والتسمم التناسلي. في الولايات المتحدة، تم حظر استخدام التريكلوسان في الصابون المضاد للبكتيريا ومنتجات أخرى بعد أن خلصت إدارة الغذاء والدواء (FDA) إلى أن أضراره تفوق فوائده.
عوامل يجب مراعاتها عند اختيار الشامبو المناسب لشعرك
العبارات مثل “خالٍ من البارابين” أو “خالٍ من المواد الكيميائية” أو “خالٍ من الصوديوم” أو “خالٍ من الكبريتات” التي نراها غالبًا على منتجات العناية بالشعر، قد تكون مجرد استراتيجيات تسويقية ولا تعني بالضرورة أن المنتج آمن تمامًا أو غير ضار.
لهذا السبب لا يمكن الاعتماد على الشعارات وحدها بل يُفضل الاطلاع على قائمة المكونات المدرجة على العبوة لضمان خلو المنتج من المواد الضارة، ومن الضروري التحقق من المكونات الضارة المذكورة سابقًا عند اختيار الشامبو المناسب.
المكونات المفيدة التي يجب البحث عنها في الشامبو
- حمض الساليسيليك (Salicylic Acid): يعمل على تنظيف فروة الرأس بعمق من خلال إزالة خلايا الجلد الميتة، مما يساعد في تهيئة بيئة مثالية لنمو شعر صحي.
- بيتا غلوكان (Beta Glucan): مستخلص طبيعي نباتي يساعد في تحفيز إنتاج الكولاجين ويعزز قوة الشعر وفروة الرأس.
- الصبار (Aloe Vera): يلعب دورًا مهمًا في تهدئة فروة الرأس وعلاجها، ويعمل أيضًا كحاجز ضد أضرار الجذور الحرة.
- البابونج (Chamomile): مضاد أكسدة طبيعي يساعد في تهدئة فروة الرأس ويعمل كمضاد للبكتيريا، مما يدعم صحة فروة الرأس بشكل عام.
الخلاص
اختيار المنتجات الآمنة وغير السامة للعناية بالشعر هو خطوة حاسمة للحفاظ على صحة الشعر والجسم، حيث إن حوالي 60% من المواد التي نستخدمها على الشعر يمكن أن تمتصها البشرة وتنتقل إلى الدم والأعضاء.